
ارتقت مباراة ربع نهائي دوري أبطال أوروبا، التي جمعت بين أفضل أندية أوروبا، إلى مستوى التوقعات، حيث قدمت كرة قدم حماسية أبهرت الجماهير. قدّم كلٌ من **أرسنال** و**إنتر ميلان** أداءً قويًا في مباراتيهما، وتصدرا عناوين الصحف بانتصاريهما الساحقين على **ريال مدريد** و**بايرن ميونيخ**. فوز أرسنال المذهل على ريال مدريد في مباراة كان من المتوقع أن تكون متقاربة المستوى بين اثنين من أنجح أندية أوروبا، قدّم **أرسنال** أحد أفضل عروضه في الذاكرة الحديثة، حيث سحق **ريال مدريد** بنتيجة 4-1 على ملعب الإمارات. منذ صافرة البداية، أظهر أرسنال مستوى من الشدة والدقة جعل فريق **كارلو أنشيلوتي** يطارد الظلال. تميزت المباراة بـ **اللمسة الأخيرة الحاسمة لأرسنال** و**اللعب الهجومي السلس**، حيث كان **بوكايو ساكا** و**غابرييل مارتينيلي** في قلب كل شيء. افتتح ساكا التسجيل في بداية الشوط الأول بانطلاقة فردية مبهرة، راوغ خلالها العديد من مدافعي ريال مدريد قبل أن يسدد الكرة بهدوء في مرمى **تيبو كورتوا**. قدّم **مارتن أوديغارد**، العائد من الإصابة، الإبداع الذي احتاجه أرسنال، محرّكًا خط وسط الملعب، ولعب دورًا محوريًا في هيمنة فريقه. في الدقيقة 37، مرر **تمريرة أوديغارد الرائعة** إلى **إيدي نكيتياه**، الذي أنهى الهجمة بهدوء، ليضاعف تقدم المدفعجية. لم يستطع ريال مدريد، المعروف بمرونته، الرد، رغم بعض المحاولات الجيدة من **فينيسيوس جونيور**. شهد الشوط الثاني كشف **مارتينيلي** بشكل أكبر عن نقاط ضعف دفاع ريال مدريد، مسجلًا هدفين سريعين في الدقيقتين 53 و60، ليحسم المباراة لصالحه. نجح كريم بنزيمة في تقليص الفارق للضيوف برأسية، لكن ذلك لم يكن سوى عزاء بسيط، حيث حقق آرسنال فوزًا ساحقًا بنتيجة 4-1. يضع هذا الفوز آرسنال في وضع ممتاز قبل مباراة الإياب في مدريد، مما يمنحه تقدمًا كبيرًا وثقةً لمنافسة حامل اللقب. إنتر ميلان يصعق بايرن ميونيخ في عرض تكتيكي مذهل بينما كان آرسنال منشغلًا بتقديم عرض هجومي مذهل، كان إنتر ميلان يُظهر براعته التكتيكية بطريقة مختلفة تمامًا ضد بايرن ميونيخ. قدّم العملاق الإيطالي، بقيادة سيموني إنزاغي، عرضًا دفاعيًا شبه مثالي لصد هجوم بايرن المتواصل، محققًا فوزًا تاريخيًا بنتيجة 2-0 في سان سيرو. بايرن ميونيخ، بضغطه العالي المعتاد وكثافته الهجومية، سيطر على الكرة منذ البداية. ومع ذلك، صمد دفاع إنتر ميلان بقوة، حيث قدّم ميلان شكرينيار وأليساندرو باستوني أداءً استثنائيًا لإحباط محاولات بايرن. وتألق حارس مرمى إنتر، سمير هاندانوفيتش، بتصدياته الحاسمة، ليُبقي بايرن في مأمن، خاصةً في الشوط الأول. أثبتت الهجمات المرتدة الحاسمة لإنتر أنها الفارق، حيث افتتح لاوتارو مارتينيز التسجيل في الدقيقة 49. بعد هجمة مرتدة سريعة، استغل مارتينيز تمريرة بينية متقنة من هنريخ مخيتاريان، ليسددها ببراعة في مرمى مانويل نوير. اندفع بايرن نحو الهجوم بحثًا عن هدف التعادل، لكن دفاع إنتر المنضبط أحبط محاولاته الهجومية مرارًا وتكرارًا. في الدقيقة 74، حسم إدين دجيكو الفوز لإنتر، مسجلاً الهدف الثاني بعد هجمة جماعية متقنة تركت دفاع بايرن مكشوفاً. جاء الهدف نتيجة لعب إنتر الاستراتيجي، الذي أظهر قدرته على إحباط خصوم من الطراز الرفيع مع الحفاظ على فعالية الهجمات المرتدة. ليلة مفاجآت أحدثت نتائج هاتين المباراتين في ربع النهائي صدمةً في عالم كرة القدم. أرسل آرسنال، الذي كان يُعتبر تقليدياً الفريق الأضعف في أوروبا في السنوات الأخيرة، رسالةً واضحةً مفادها أنه مستعد لمنافسة نخبة الأندية الأوروبية، ويُعد أداءه المهيمن ضد ريال مدريد دليلاً على نموه تحت قيادة المدرب ميكيل أرتيتا. في غضون ذلك، يُثبت فوز إنتر ميلان على بايرن ميونيخ أن الانضباط التكتيكي وتألق الهجمات المرتدة لا يزالان قادرين على التغلب على قوة العملاق الألماني. ربما لم يستحوذ إنتر ميلان بقيادة إنزاغي على الكرة بشكل كامل، لكن قدرته على امتصاص الضغط والهجوم في اللحظات الحاسمة جعلت بايرن عاجزًا عن الرد. ماذا ينتظر أرسنال وإنتر؟ مع تطلع الفريقين إلى مباراة الإياب من ربع النهائي، تزداد أهمية المباراة. بالنسبة لأرسنال، فإن نتيجة 4-1 تمنحه أفضلية كبيرة قبل مباراة الإياب على ملعب سانتياغو برنابيو، لكن عليه أن يحافظ على تركيزه لضمان عدم إضاعة هذا التقدم الساحق أمام فريق مثل ريال مدريد، الذي اعتاد على تحقيق عودة مذهلة في دوري أبطال أوروبا.